به بخش /مطالب/عکس/سخنرانی صوتی و تصویری/مقام معظم رهبری /در وبلاگ http://028.parsiblog.com/خوش آمدید/
التقى نحو ألف طالب جامعی من مختلف الجامعات و مراکز التعلیم العالی عصر یوم الأحد 28/07/2013 م لقاء صمیمیاً صریحاً مع سماحة قائد الثورة الإسلامیة السید علی الخامنئی، و أعربوا عن وجهات نظر شرائح الطلبة الجامعیین فی مختلف الموضوعات العلمیة و الجامعیة و الثقافیة و الاجتماعیة و الاقتصادیة و السیاسیة.
فی هذا اللقاء الذی استمر من الساعة الخامسة عصراً إلى موعد صلاتی المغرب و العشاء، تحدث 12 طالباً جامعیاً من ممثلی التنظیمات و الاتحادات الطلابیة مفصحین عن قضایاهم و همومهم و مطالیبهم و مواقفهم. و أجاب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی عن بعض الأسئلة المطروحة فی کلمات الطلبة الجامعیین، و أشار إلى بعض النقاط حول الموضوعات و النقاط المطروحة، و أوضح طبیعة العلاقة بین و المُثُل و الواقع، و تطرّق کذلک إلى واجبات شریحة الطلبة الجامعیین، و سبل إیجاد و مضاعفة النشاط و الحراک الحقیقی فی الجامعات. و شکر سماحته الباری عزّ و جلّ على لقائه بهذه الجماعة المخلصة و الصمیمیة و المتوثبة من الطلبة الجامعیین، معتبراً النقاط و الآراء المذکورة فی هذا اللقاء من قبل الطلبة الجامعیین فی غالبها ناضجة و مدروسة و جیدة جداً، و أوصى الأجهزة المختلفة بدراسة سبل تحقیق اقتراحات الطلبة الجامعیین. و فی معرض إجابته على طالب جامعی طالب بتبیین معنى الاعتدال، أوضح قائد الثورة الإسلامیة: رئیس الجمهوریة المنتخب الذی رفع هذا الشعار سوف یعرب بالتأکید عن المعنى و المفهوم الذی یقصده من شعار الاعتدال. و أشار آیة الله العظمى السید الخامنئی إلى کلام طالب جامعی آخر حول التعامل الصحیح مع حکومة رئیس الجمهوریة المنتخب، مردفاً: کما جرى التأکید بخصوص کل الحکومات، یجب دعم هذه الحکومة أیضاً و مساعدتها. و أضاف قائلاً: البعض یقولون إذا کانت الحکومة على هذا النحو أو ذاک نساعدها، و إلّا سننقدها. إننی لا أعارض النقد، و لکن أولاً النقد یختلف عن تسقّط العثرات، و ثانیاً یجب أولاً منح الفرصة للعمل و السعی و التحرّک. و عدّ سماحة الإمام الخامنئی عمل السلطة التنفیذیة صعباً و عسیراً بحق، منوّهاً: ما من أحد لیس فی نقطة ضعف، لذلک یجب عدم رفع سقف التوقعات بنحو یخرج عن القدرات المنطقیة للأشخاص. و ألمح قائد الثورة الإسلامیة إلى ضرورة أخذ مشکلات البلاد و حقائقها بنظر الاعتبار، مردفاً: لتتعاضد القوى السیاسیة و العملیة و الجامعیة الناشطة لیمکن بفضل من الله التقدم بالأعمال و الأمور إلى الأمام. و کان طالب جامعی آخر قد تحدث عن بروز حالات کدر بین الطلبة الجامعیین بسبب اختلافات فی التحلیلات السیاسیة و الاجتماعیة. و قد أکد آیة الله العظمى السید علی الخامنئی على تجنّب تبدیل الاختلاف فی وجهات النظر إلى کدر و خصومات، قائلاً: إننی أطلب بکل جدّ من الطلبة الجامعیین الأعزاء و أنصار الأذواق المختلفة بأن لا یسمحوا بتحوّل اختلاف وجهات النظر فی التحلیلات و التصورات و التفاسیر إلى أحقاد و عداء. و أضاف سماحته فی هذا الصدد: حسب توصیة الإمام الخمینی، کونوا کطلبة العلوم الدینیة حیث هم جادون تمام الجد عند مباحثة دروسهم، لکنهم فی سائر الأوقات أصدقاء و رفاق و أصحاب لبعضهم. و ألمح قائد الثورة الإسلامیة إلى النقاط التی طرحها بعض الطلبة الجامعیین حول فتنة عام 1388 هـ ش قائلاً: فی دراسة تلک الأحداث المریرة، یلوح أن القضیة الأصلیة و الأساسیة هی خرق القانون و السلوک غیر النجیب لجماعة وقفت بوجه السیاق القانونی، و وجّهت لإیران العزیزة ضربات و خسائر. و أردف سماحته قائلاً: طبعاً على هامش و جوانب حدث کبیر، قد تکون وقعت أمور ظُلم فیها شخص أو کان ظالماً، و لکن یجب عدم ضیاع القضیة الأصلیة بذریعة هذه الأمور. و فی هذا المضمار طرح سماحته السؤال الأساسی: لماذا عمد أدعیاء التلاعب فی انتخابات سنة 88 فی مواجهتهم للقضیة إلى التحشیدات الشوارعیة؟! و لفت قائد الثورة الإسلامیة: مرات و مرات طرحنا هذا السؤال لا فی المحافل العامة بل بشکل یمکن الإجابة عنه، فلماذا لا یجیبون إذن، و لماذا لا یعتذرون؟ و أضاف آیة الله العظمى السید الخامنئی: یقولون فی جلساتهم الخاصة إنه لم یحصل تلاعب و غش، إذن لماذا تسببتم للبلاد بکل تلک الخسائر، و أخذتموها إلى حافة الهاویة؟ و أشار سماحته إلى الأوضاع المضطربة و الدامیة لبعض بلدان المنطقة ملفتاً: أتعلمون أنه لو لا معونة الله سبحانه و تعالى فی فتنة سنة 88 ، و لو کانت قد اشتبکت المجامیع الجماهیریة فی ما بینها، ماذا کان سیحلّ بالبلاد؟ لکن الله طبعاً لم یشأ ذلک، و أبدى الشعب عن نفسه البصیرة اللازمة. و فی معرض إجابته عن طالب جامعی آخر، اعتبر الإمام علی الخامنئی «التشدّد» بمعنى الجدّ و المقاومة المنطقیة فی البحث و النقاش أمراً مقبولاً، لکنه أکد قائلاً: إذا کان المراد بالشدة و التشدّد المعارضة المصحوبة بالعنف و القوة فأنا أعارض ذلک تماماً. و أیّد قائد الثورة الإسلامیة رأی طالب جامعی آخر بخصوص ضرورة الإشراف على کل السلطات و الأجهزة بما فی ذلک مجلس الشورى الإسلامی، و السلطة القضائیة، و مؤسسة الإذاعة و التلفزیون، لکنه لفت قائلاً: کیفیة الإشراف على مجلس الشورى الإسلامی و الجهاز القضائی قضیة مهمة بوسع الناشطین من الطلبة الجامعیین العمل علیها بطریقة ناضجة و تقدیم اقتراحاتهم. و تابع قائد الثورة الإسلامیة حدیثه بطرح عدة أسئلة و الإجابة عنها، مطالباً بالبحث الدقیق فی الجامعات بخصوص هذه الموضوعات. و کان السؤال الأول حول العلاقة بین الطالب الجامعی و العناصر الثوریة و بین مبادئ الثورة؟ و فی إطار الإجابة عن هذا السؤال تحدّث قائد الثورة الإسلامیة أولاً عن مبادئ الثورة و علاقتها بواقع المجتمع. کما ذکّر قائد الثورة الإسلامیة بنقطة فحواها أن تحقیق مبادئ الثورة و أهدافها غیر متاح من دون قوى الشباب و نشاطهم و جرأتهم و اقتحامیتهم. و أضاف سماحته: على هذا الأساس یجب أن یؤخذ دور الشباب فی تحقیق أهداف الثورة و مبادئها مأخذ الجد، لأننی أعتقد أن بمقدور الشباب حلّ العقد و معالجتها. و بعد هذه المقدمة تطرق آیة الله العظمى السید الخامنئی لتبیین و عرض مبادئ الثورة الإسلامیة و أهدافها، قائلاً: للنظام الإسلامی منظومة من المبادئ و الأهداف یجب السعی للوصول إلیها، لکن لهذه المبادئ تراتبیتها و درجاتها المختلفة فی الأولویة. و عدّ سماحته الوصول إلى مجتمع عادل و متقدم و معنوی من المبادئ الأصلیة للنظام الإسلامی و التی تصنف على مبادئ الدرجة الأولى للثورة، و نوّه فی معرض شرحه لهذا المبدأ: المجتمع العادل مجتمع یتصرّف فیه المسؤولون بشکل عادل و یتعامل فیه الناس أیضاً بنحو عادل مع بعضهم. مضافاً إلى أن هذا المجتمع متقدم فی المیادین العلمیة و السیاسیة و الحضاریة، و مستفیض أیضاً على الصعید الروحی و المعنوی. و أکد قائد الثورة الإسلامیة على أن تحقیق مثل هذا المبدأ و الهدف ممکن تماماً، و قد أنجزت على هذا الصعید لحد الآن الکثیر من الأمور، و أردف قائلاً: مثل هذا المجتمع سیکون نموذجیاً للبلدان الإسلامیة و غیر الإسلامیة. و أشار آیة الله العظمى السید الخامنئی إلى مجموعة من مبادئ النظام الإسلامی التی تأتی فی ترتیبها بعد هذا المبدأ الأصلی، قائلاً: الاقتصاد المقاوم، و السلامة و الصحة فی المجتمع، و الصناعة المتطورة، و الزراعة المتقدمة، و التجارة المزدهرة، و العلوم المتفوقة، و النفوذ الثقافی و السیاسی فی العالم، تقع کلها فی منظومة مبادئ النظام الإسلامی، و هی ممکنة التحقیق. و کان السؤال الثانی الذی طرحه قائد الثورة الإسلامیة أمام جماعة الطلبة الجامعیین عن العلاقة بین المبادئ و الواقع؟ و قال آیة الله العظمى السید الخامنئی: الحظر الاقتصادی مثلاً واقع، و من ناحیة أخرى التقدم الاقتصادی أحد مبادئ الثورة و طموحاتها. و السؤال الآن: کیف یمکن التوفیق بین التقدم الاقتصادی و واقع مثل واقع الحظر؟ و أکد سماحته: فی موضوع العلاقة بین النزعة المبدئیة و النزعة الواقعیة، نؤید تماماً النزعة المبدئیة و کذلک النظر للواقع و الواقعیات. و لفت قائد الثورة الإسلامیة قائلاً: المبدئیة من دون رؤیة الواقع تؤدّی إلى نوع من الخیال و الأوهام، و طبعاً یجب التمییز بین الواقع و ما یُحاول الإیحاء به على أنه واقع. و أوضح سماحته أن من الأسالیب الدارجة فی الحرب النفسیة الإیحاء بواقع غیر واقعی، مؤکداً: من فاعلیات البصیرة و ثمارها أن یرى الإنسان الواقع کما هو، و لا یقع فی الخطأ. و بیّن قائد الثورة الإسلامیة أن من أسالیب الحرب النفسیة تضخیم بعض الواقعیات بشکل کبیر جداً و تجاهل واقعیات أخرى، مردفاً: کنموذج لذلک، من الأمور الواقعیة أن مجموعة من نخبة البلاد تخرج إلى الخارج، و لکن ثمة إلى جانب ذلک واقع آخر هو الزیادة الملحوظة فی عدد الطلبة الجامعیین النخبة، و لکن فی الإعلام یجری تضخیم الواقع الأول و تجاهل الواقع الثانی تجاهلاً تاماً. و أکد آیة الله العظمى السید الخامنئی کاستنتاج لهذا الموضوع: الناشط المبدئی من الطلبة الجامعیین و الذی ینظر للواقع أیضاً، لا یشعر بالانفعال أبداً لا فی ظروف الانتصارات الحلوة، و لا فی ظروف الهزائم المُرّة، و لا یعتریه الیأس و الشعور بأن الطریق أمامه طریق مسدود، ففی النزعة المبدئیة الصحیحة و النزعة الواقعیة لا توجد طرق مسدودة. و لفت قائد الثورة الإسلامیة: توقعی من الطلبة الجامعیین الأعزاء أن یسعوا دائماً و فی کل الظروف نحو المبادئ بنظرة واقعیة. و طرح آیة الله العظمى الخامنئی سؤاله الثالث على النحو التالی: «ما هی العلاقة بین التکلیف و النتیجة؟» و فی معرض إجابته عن هذا السؤال أشار سماحته إلى جملة معروفة للإمام الخمینی (رض) حیث یقول: «إننا نعمل بتکلیفنا و واجبنا» مضیفاً: هل تعنی هذا الجملة أن الإمام الخمینی بکل ما تحمّله من صعاب و جهود على مدى سنوات طویلة، لم یکن یهتم للنتائج؟ لا مراء أن الأمر لم یکن کذلک. و قال قائد الثورة الإسلامیة: نزعة التکلیف الصحیحة هی أن یعمل الإنسان بتکلیفه و واجبه فی سبیل الوصول إلى النتیجة المطلوبة، و یتجنّب الأعمال غیر المشروعة و المضادة للتکلیف. و أکد آیة الله العظمى السید الخامنئی: الإنسان الذی یعمل بواجبه من أجل الوصول للنتیجة، حتى لو لم یصل للنتیجة فلن یشعر بالندم و الخسارة. و قال سماحته ملخصاً هذه الفکرة: نزعة التکلیف لا تتنافى أبداً مع السعی لتحقیق النتائج المرجوّة. ثم تطرق قائد الثورة الإسلامیة لموضوع «ضرورة توفر أجواء النشاط و الحراک و الحیویة فی الجامعات». و لفت الإمام الخامنئی قائلاً: هذه الفاعلیة و الحیویة یجب أن تظهر فی البیئة الجامعیة و فی شتى المجالات العلمیة و الاجتماعیة و السیاسیة. و أوضح سماحته بأن الجامعة بیئة باحثة و متطلعة فی مختلف قضایا البلاد الکبرى و الشؤون السیاسیة، مضیفاً: البحث و التحلیل و الفهم الصحیح للقضایا الداخلیة و الدولیة المختلفة من سبل توفیر الحراک و النشاط فی الجامعات. و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة معرفة القضایا الأصلیة و تمییزها عن المسائل الفرعیة، و عدم الانشغال بالقضایا التی لا تتمتع بالأولویة، من الأمور الأخرى التی توفر أرضیات الحیویة و الحراک فی الجامعات. و استطرد قائلاً: بمستطاع الأجواء الجامعیة و الطلابیة عن طریق النقاشات و البحوث الزاخرة بالحیویة و الحراک، مساعدة مسؤولی الدولة فی تشخیص الأولویات بشکل صائب. و فی معرض بیانه للمصادیق التی أن تشکل فی الجامعات محاور للبحوث الحقیقیة الباعثة على الحیویة و النشاط، أشار السید القائد لموضوع الملحمة الاقتصادیة. و أضاف یقول: الملحمة الاقتصادیة من جملة القضایا المصیریة التی بوسع الطلبة الجامعیین دراسة حدودها و آلیاتها بدقة و عمق، و المساعدة بذلک فی تقدم البلاد. و ألمح آیة الله العظمى السید الخامنئی: طبعاً الملحمة الاقتصادیة لیست قضیة تؤتی ثمارها فی غضون عدة أشهر، إنما هی حرکة طویلة الأمد یجب البدء بها فی هذه السنة. و اعتبر سماحته الاقتصاد المقاوم، و أسلوب الحیاة، من الموضوعات الواقعیة الأخرى التی یمکن لدراسة أبعادها و جوانبها المختلفة ضخّ دماء جدیدة فی جسد الأجواء الطلابیة و الجامعیة. و دعا قائد الثورة الإسلامیة الأجواء و المحافل الطلابیة الجامعیة لدراسة «الصحوة الإسلامیة» دراسة عمیقة، و البحث فی تداعیاتها على بلدان المنطقة، مؤکداً: الصحوة الإسلامیة ظاهرة مهمة جداً لا تزول بالمضادات الاستکباریة. و أشار سماحته إلى الأحداث الجاریة فی بعض بلدان المنطقة مردفاً: تدل هذه الأحداث على عمق الصحوة الإسلامیة فی هذه البلدان، و لکن بسبب عدم إدارة الأمور بشکل صحیح و ارتکاب بعض الممارسات الصبیانیة، نرى أن أوضاع بلد مصر الکبیر الیوم مؤلمة جداً. و أضاف آیة الله العظمى السید الخامنئی: بمقدور التنظیمات و المحافل الطلابیة الجامعیة ببحوثها العمیقة حول «سیاق الصحوة الإسلامیة، و الخنادق الطویلة للاستکبار مقابل هذه الظاهرة، و الأخطاء التی ارتکبت فی بلدان المنطقة، و مقارنة أحداثها بسیاق استقرار و استمرار الجمهوریة الإسلامیة فی إیران»، تقدیم خدمة لبلادها و شعبها. و عدّ قائد الثورة الإسلامیة دراسة و شرح العمق الاستراتیجی للنظام الإسلامی من الموضوعات الأخرى التی بوسعها المساعدة على تکریس الحراک و النشاط الفکری فی الجامعات. و لفت سماحته قائلاً: النظرة الواقعیة لأوضاع المنطقة تشیر إلى أن بعض الأمور عامل متانة للنظام الإسلامی، و دلیل على العمق الاستراتیجی للجمهوریة الإسلامیة. و أضاف آیة الله العظمى السید الخامنئی: الهدف من الکلام الصریح للإمام الخمینی حول الخلایا الثوریة خارج البلاد هو تشکیل هذا العمق الاستراتیجی الذی یحاول الاستکبار الیوم محاربته بتخبّط و اضطراب، لکنه لن یصل إلى نتیجة. و لفت قائد الثورة الإسلامیة إلى مساعی أعداء الإسلام الرامیة إلى بث الخلافات و العداء بین الشیعة و السنة مردفاً: یوجّهون الضربات للشیعة فی مختلف المناطق لأنهم یتصورون أن الشیعة هم الأرضیة الطبیعیة للجمهوریة الإسلامیة، لکن الأعداء لا یعلمون أن الإخوة من أهل السنة فی الکثیر من البلدان یدافعون عن النظام الإسلامیة بشدة أکبر. و أکد قائد الثورة الإسلامیة ملخصاً هذا الجانب من حدیثه: «القضایا السیاسیة - الاجتماعیة المتعلقة بواقع الحیاة» یمکنها أن تؤدی إلى حراک الجامعات و نشاطها و توثبها، و تقدیم نتائج الأبحاث للمسؤولین کنتاجات علمیة. و تابع الإمام الخامنئی حدیثه معتبراً الجهود و المساعی العلمیة ساحة أخرى لزیادة النشاط الحقیقی فی الجامعات. و أضاف قائلاً: الحاجة العلمیة من الحاجات الأساسیة و الأولى لأیّ بلد من البلدان، و یجب أن نسعى لمواصلة سیاق التقدم الذی تحقق فی الأعوام العشرة الأخیرة بشکل مضاعف. و عدّ قائد الثورة الإسلامیة التطور العلمی حلالاً للمشکلات الاقتصادیة و السیاسیة و الاجتماعیة مؤکداً: یجب النهوض بالعمل و التقدم العلمی فی الجامعات و البلاد على نحو جهادی. و فی ختام حدیثه دعا سماحته الطلبة الجامعیین لمضاعفة تواصلهم مع الأساتذة المتدینین، و تعزیز ارتباطهم بالمراجع الفکریة الموثوقة و السلیمة، و رفع مستوى بحوثهم و دراساتهم الفکریة. |
استقبل سماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة قبل ظهر یوم الإثنین 26/08/2013 م السلطان قابوس بن سعید ملک عمان و الوفد المرافق له، و أشار إلى علاقات الصداقة الحمیمة بین إیران و عمان و السابقة الحسنة التی یحملها شعب إیران فی ذهنه عن بلاد عمان و حکومته، مؤکداً: ثمة أرضیات متعددة لتنمیة العلاقات أکثر من ذی قبل بین البلدین فی مختلف المجالات و لا سیما مجال الغاز.
و اعتبر سماحته بلد عمان جاراً طیباً و حقیقیاً للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، و قال حول قضایا المنطقة: تعیش المنطقة راهناً ظروفاً حساسة و خطیرة تحتاج إلى مزید من التنسیق بین البلدین.
و وصف قائد الثورة الإسلامیة ظروف المنطقة بأنها عرضة لمزید من التأزم مضیفاً: السبب الأصلی فی الوضع الحالی للمنطقة هو التدخلات المتنوعة من خارج المنطقة.
و عدّ آیة الله العظمى السید الخامنئی أن من القضایا الخطیرة فی المنطقة إشراک القضایا الدینیة و الطائفیة و المذهبیة فی الخلافات السیاسیة بین البلدان مردفاً: للأسف تشکلت بدعم من بعض بلدان المنطقة جماعة تکفیریة تشتبک مع کل الجماعات المسلمة، و لکن على حماة هذا التیار أن یعلموا أن هذه النار سوف تطالهم فیمن تطال.
و أکد سماحته على أن الکیان الصهیونی بدوره تهدید دائمی فی المنطقة و محظیّ بدعم شامل من قبل أمریکا، ملفتاً: الکیان الصهیونی الفاسد بامتلاکه لمخازن کبیرة من أسلحة الدمار الشامل الخطیرة جداً یعدّ تهدیداً جاداً للمنطقة.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة: المنطقة بحاجة للأمن العام، و هذا الهدف المهم لن یتحقق إلّا بالإعلان عن المنع الحقیقی لأسلحة الدمار الشامل فی المنطقة.
فی هذا اللقاء الذی حظره أیضاً رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الدکتور حسن روحانی، أبدى السلطان قابوس بن سعید ارتیاحه الوافر للقاء قائد الثورة الإسلامیة، و وصف العلاقات بین إیران و عمان فی ضوء الأواصر التاریخیة و الثقافیة بین البلدین بأنها جیدة جداً، و قال: فی المحادثات مع رئیس جمهوریة إیران تم التداول فی تنمیة العلاقات الثنائیة أکثر على شتى الصعد، بما فی ذلک المجالات الاقتصادیة و الترانزیتیة، و خصوصاً فی موضوع الغاز.
و أیّد السلطان قابوس کلام قائد الثورة الإسلامیة بخصوص الظروف الحساسة و الخطیرة فی المنطقة و تهدید الکیان الصهیونی مؤکداً: الخروج من الظروف الحالیة بحاجة إلى أخذ مصالح شعوب المنطقة بنظر الاعتبار و التعاون بین بلدان المنطقة.
استقبل سماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الأربعاء 28/08/2013 م رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الجدید الشیخ حسن روحانی و أعضاء هیئة الوزراء فی أول لقاء له بالحکومة الحادیة عشرة الجدیدة، و ثمّن التنسیق بین الحکومة و مجلس الشورى الإسلامی لبدء أعمال الحکومة الجدیدة بسرعة، و وصف السید روحانی بأنه رئیس جمهوریة جید و ثقة و ذو سوابق ثوریة مشرقة، و عدّد المؤشرات المهمة للحکومة الجیدة بما فی ذلک النزاهة العقیدیة و الأخلاقیة، و تقدیم الخدمة للشعب، و العدالة، و النزاهة الاقتصادیة و مکافحة الفساد، و النزعة القانونیة، و الحکمة و العقلانیة، و الاعتماد الإمکانیات الداخلیة الذاتیة للبلاد، مؤکداً: اجعلوا الاقتصاد و العلم على رأس أولویاتکم، و اعملوا على احتواء التضخم، و تأمین الاحتیاجات الأساسیة للشعب، و ازدهار الإنتاج، و خلق الحراک و الاستقرار فی القطاع الاقتصادی، لتضاعفوا من آمال الشعب بمستقبل مشرق.
کما وصف سماحته تهدید أمریکا بالتدخل فی سوریة بأنه فاجعة أکیدة للمنطقة مؤکداً: أی نوع من أنواع التدخل و إثارة الحروب سینتهی یقیناً بضرر مؤجّجی الحروب. و بارک آیة الله العظمى السید علی الخامنئی أسبوع الحکومة لکل المسؤولین و المدراء و المنتسبین الخدومین للسلطة التنفیذیة منوّهاً: یتزین أسبوع الحکومة باسم الشهیدین الجلیلین رجائی و باهنر، و مبادرة کل الحکومات إلى جعل أسماء و أهداف هذین الشهیدین نصب أعینهم ممارسة ذات مغزى. و أثنى سماحته على سرعة رئیس الجمهوریة و متابعته فی تسمیته الفوریة للوزراء و تقدیمهم إلى مجلس الشورى الإسلامی لإحراز الثقة، مضیفاً: الثقة الجیدة التی منحها مجلس الشورى الإسلامی للوزراء المقترحین مهّدت الأرضیة لبدء الحکومة الجدیدة بأعمالها سریعاً، و هذا ما یدل على تنسیق و تناغم قیّم بین السلطتین، و الاهتمام الجدیر بالتقدیر لرئیس الجمهوریة و مجلس الشورى الإسلامی بالبدء السریع للحکومة بأنشطتها. و أبدى قائد الثورة الإسلامیة أمله بالبروز العینی لنقاط قوة الحکومة الحادیة عشرة و استمرار و مضاعفة آمال الشعب مردفاً: وجود السید روحانی بسوابقه الکفاحیة و الثوریة المشرقة و مواقفه الجیدة و الصحیحة طوال العقود الثلاثة الأخیرة، هو بلا شک من نقاط قوة الحکومة الجدیدة. و أشار سماحته إلى العزیمة الراسخة لرئیس الجمهوریة على حلّ المشکلات مردفاً: ستستطیع الحکومة إن شاء الله و بالاعتماد على العزیمة القویة و السیر فی الطریق الصحیح النهوض بواجباتها الجسیمة. و استمر حدیث قائد الثورة الإسلامیة فی أول لقاء له بأعضاء هیئة الوزراء الجدیدة بذکر المؤشرات المهمة للحکومة الإسلامیة الجیدة. فاعتبر الإمام الخامنئی النزاهة العقیدیة و الأخلاقیة من المؤشرات البارزة للحکومة الإسلامیة المطلوبة مضیفاً: هذه العقائد و النظرات الصحیحة لحقائق المجتمع من شأنها أن تؤدّی إلى سلامة أداء الحکومة. و فی هذا الصدد، اعتبر سماحته کلمات الإمام الخمینی (رض) و توجیهاته و مواقفه مؤشراً أساسیاً، و أضاف مؤکداً: أصول الثورة الإسلامیة و قیمها متجلیة فی کلمات الإمام الخمینی و مواقفه، و إذا التزمنا بها و انشددنا إلیها عملیاً، و راجعناها فی مواطن الغموض و الالتباس، فستکون عاقبة الأمور و مآلها بفضل من الله إلى خیر، و سنتقدم إلى الأمام. و فی معرض إیضاحه لمؤشر النزاهة العقیدیة و الأخلاقیة أکثر، أکد قائد الثورة الإسلامیة على ضرورة الثقة و الطمأنینة التامّة بالوعود الإلهیة بالنصرة و العون، مردفاً: فی تجارب مثل انتصار الثورة و الدفاع المقدس و الانتصار على حالات التمرّد القومیة المتعددة فی مستهل الثورة، لمس الشعب و المسؤولون فی البلاد تماماً و بشکل واضح تحقق الوعود الإلهیة، و هذه التجارب القیّمة أرضیة ممهدة لثقة أتمّ و أکمل بوعود الباری سبحانه بالنصر و المعونة. و ألمح آیة الله العظمى السید الخامنئی إلى کلام السید روحانی قائلاً: الثقة بالله و النظرة الصحیحة و العقلانیة هی التی تعالج المشکلات و القضایا. و کان تقدیم الخدمة للناس المؤشر الثانی الذی ذکره قائد الثورة الإسلامیة فی سرده لخصوصیات الحکومة الإسلامیة المحبّذة. و اعتبر سماحته تقدیم الخدمة للناس الخطاب الأصلی للحکومة الإسلامیة و فلسفة وجود المسؤولین مؤکداً: یجب أن لا تحول أیة قضیة بین المسؤولین و تقدیم الخدمة للناس. و لفت آیة الله العظمى السید الخامنئی: التصورات و الأذواق السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة المتنوعة أمور جانبیة، و تقدیم الخدمة للناس هو الأصل، فلا تسمحوا للهوامش و الأمور الجانبیة أن تتغلب على الأصل. و ذکّر الإمام الخامنئی الحکومة الجدیدة بالمرور السریع لفرصة تقدیم الخدمة للناس مضیفاً: قلت لکل الحکومات السابقة أیضاً إن فرصة أربعة أو ثمانیة أعوام من المسؤولیة تمرّ بسرعة، و لکن حتى هذه المدة المحدودة تنطوی على فرص لا نهائیة لتقدیم الخدمة للشعب، و یجب عدم تفویت أی من هذه الفرص. و فی إطار موضوع خدمة الناس، أکد سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی على أهمیة و قیمة النظرة و الأعمال الجهادیة مردفاً: لا یعنی العمل الجهادی العمل من دون قانون، و أنا أعارض بشدة الممارسات اللاقانونیة، و لکن یمکن فی إطار القوانین العمل بعیداً عن النظرة الإداریة المرسومة، و بنظرة جهادیة و شوق مبدئی، و تجاوز العقبات و الموانع فی السیر إلى الأمام. و اعتبر آیة الله العظمى السید الخامنئی العدالة من المؤشرات المهمة الأخرى للحکومة الإسلامیة المطلوبة مردفاً: کما جرى التأکید فی السابق أیضاً، فإننا نتحرّى التقدم أو «التنمیة» حسب التعبیر الدارج، و لکن یجب بالتأکید أن یکون هذا التقدم مصحوباً بالعدالة، و إلّا سیصاب المجتمع کما فی البلدان الغربیة بانقسام و تمییز و حالات سخط. و کانت النزاهة الاقتصادیة و مکافحة الفساد المؤشر الرابع للحکومة المنشودة من وجهة نظر قائد الثورة الإسلامیة. و ذکّر سماحته أعضاء الحکومة الجدیدة بأن المنصب الحکومی موقع ذو وساوس تتعلق بحبّ السلطة و الامتیازات المادیة، فحاذروا دوماً بعین بصیرة و مثل البروجکتر القوی الدائمی لإبعاد المؤسسة التی تتولون إدارتها عن وساوس الفساد. و أشار الإمام السید علی الخامنئی إلى وجود أجهزة إشراف فی کل واحدة من السلطات الثلاث، و قال مخاطباً هیئة الوزراء: الفساد کالأرضة، لذا علیکم أن تمنعوا دبیب الفساد و الشفاعات و الارتشاء و الإسراف بکل حسم، حتى لا تکون هناک حاجة أساساً لتدخل الأجهزة الإشرافیة و التفتیشیة إلى حیّز عملکم الإداری. و وصف قائد الثورة الإسلامیة العاملین و المسؤولین فی الأجهزة التنفیذیة بأنهم أناس شرفاء و نزیهون، مردفاً: وجود عدد قلیل من الأفراد غیر النزیهین هو للأسف کالمیکروب الذی یبدد جهود و مساعی العاملین الخدومین فی الأجهزة و المؤسسات المختلفة، و یجب الحیلولة دون ذلک. و اعتبر الإمام الخامنئی النزعة القانونیة المؤشر الآخر المهم جداً للحکومة المطلوبة قائلاً: القانون هو السکة التی تسیر علیها قاطرة الحکومة، و إذا خرجتم لأی سبب من الأسباب عن هذه السکة تعرض البلد و الشعب للأضرار. و أردف سماحته قائلاً: قد تکون بعض القوانین ناقصة أو فیها عیوب، لکن أضرار عدم العمل بها أکثر من تطبیقها، لذا حاولوا تکریس النزعة القانونیة و الالتزام بالقانون فی کل الأجهزة و المؤسسات. و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة تطبیق الوثائق و القوانین الأساسیة بما فی ذلک السیاسات العامة للنظام الإسلامی و میثاق الأفق العشرینی من لوازم النزعة القانونیة مردفاً: قرارات المجالس العلیا، بما فی ذلک المجلس الأعلى للثورة الثقافیة، و المجلس الأعلى للسایبری، و هو على جانب کبیر من الأهمیة، یجب أن تولى أهمیة کبیرة و یجری العمل على أساسها. و على الصعید نفسه اعتبر قائد الثورة الإسلامیة السیاسات العامة لتطویر النظام الإداری مهمة جداً و أضاف قائلاً: للأسف حصل تأخیر فی تطبیق هذه السیاسات، و یجب تنفیذها. و کانت الحکمة و العقلانیة الخصوصیة السادسة التی أکد علیها قائد الثورة الإسلامیة فی لقائه بالسید روحانی و حکومته. و أکد سماحته على الحکومة بالاستفادة بشکل جید من إمکانیات و قدرات الخبراء الداخلیین فی کل المجالات و المیادین مردفاً: یجب قبل أیة خطوة، بل قبل أی تصریح و اتخاذ موقف، إجراء الدراسات الخبرویة و التخصصیة اللازمة، لأن تکالیف معالجة التبعات السلبیة للأعمال غیر الناضجة و الکلمات غیر المدروسة تکالیف عالیة. الاعتماد على الإمکانیات الداخلیة و الذاتیة للبلاد کانت نقطة مهمة أخرى لفت قائد الثورة أنظار هیئة الوزراء إلیها مؤکداً: مفتاح حل المشکلات یکمن فی الإمکانیات و القدرات الداخلیة للبلاد، و یجب الانتفاع منها بعقلانیة. و فی معرض إیضاحه لضرورة الاعتماد على الإمکانیات الداخلیة للبلاد أضاف قائلاً: هذا الکلام لا یعنی عدم الاستفادة من الإمکانیات و الفرص الخارجیة، إنما النقطة الأساسیة هی أن لا نعقد الآمال على الخارج و لا نعتمد على الخارج. و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى جبهة أعداء الثورة مضیفاً: الواقع هو أنه لا یمکن و لا یجب توقع الصداقة و الصمیمیة من جبهة الخصوم. و لفت سماحته قائلاً: نصیب کل بلد فی العلاقات الدولیة منوط باقتدار ذلک البلد، لذا ینبغی السعی بنحو مستمر لمضاعفة الاقتدار الداخلی للبلاد. و تابع قائد الثورة الإسلامیة حدیثه بالإشارة إلى عدة نقاط بخصوص أولویات الحکومة الحادیة عشرة. فأشار آیة الله العظمى إلى الجهوزیة الجدیدة لأعضاء الحکومة، و کذلک إلى محدودیة الفرص و الهمم مؤکداً: القضایا الاقتصادیة و التقدم العلمی أولویّتان أصلیتان فی البلاد یجب أن تولیهما السلطة التنفیذیة، و السلطات الأخرى أیضاً، اهتماماً خاصاً. و أشار سماحته فی إطار القضایا الاقتصادیة إلى البنى التحتیة الاقتصادیة الجیدة التی أرسیت طوال العقد المنصرم فی البلاد و أضاف: بالنظر لهذه البنى التحتیة یجب أن توضع فی جدول الأعمال الفوری للحکومة مهمّات توفیر الاستقرار و الهدوء الذهنی لدى الشعب و فی السوق، و خفض التضخم، و تأمین الاحتیاجات الأساسیة للشعب، و تفعیل الإنتاج الوطنی. و لفت قائد الثورة الإسلامیة: هذه الخطوات الفوریة هی فی الواقع بدایة الملحمة الاقتصادیة التی جرى التأکید علیها فی بدایة العام. و أضاف آیة الله العظمى السید الخامنئی: طبعاً تحقیق الملحمة الاقتصادیة بحاجة إلى مسیرة طویلة الأمد، و ما من إنسان منصف یمکنه أن یتوقع من الحکومة حلاً سریعاً لکل المشکلات الاقتصادیة، و لکن هناک توقع بالسیر نحو معالجة المشکلات بنظرة حکیمة و مدبّرة. و أشار سماحته إلى دراسة سیاسات الاقتصاد المقاوم فی مجمع تشخیص مصلحة النظام قائلاً: الاقتصاد المقاوم لا یعنی اقتصاد التقشف و التقتیر، بل هو اقتصاد یستطیع المقاومة مقابل الأزمات و حالات الجزر و المدّ الدولیة. کما أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى الحرکة العلمیة المتسارعة فی البلاد و التی بدأت قبل نحو عشرة أعوام مؤکداً: هذه الحرکة العلمیة المتسارعة یجب أن لا تتوقف بأیّ حال من الأحوال. و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة وزارة العلوم و التقنیة و وزارة الصحة و العلاج و التعلیم الطبی الوزارتین المسؤولتین بشکل أساسی عن الحرکة العلمیة فی البلاد مردفاً: الوزارات و الأجهزة الخدمیة نظیر وزارة الصناعة و التجارة و الجهاد الزراعی یجب أن تتعاون تعاوناً قریباً مع هاتین المسؤولتین الأصلیتین لتوفیر مجالات الاستفادة من التقدم العلمی للجامعات و المراکز العلمیة و العمل على مضاعفة الحراک العلمی للجامعات. و أوصى سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی الحکومة توصیة أکیدة بدعم الشرکات العلمیة المحوریة منوّهاً: من الموضوعات المهمة فی المسیرة العلمیة للبلاد استکمال السلسلة العلمیة و التقنیة. و فی مقام إیضاحه لهذه السلسلة أضاف سماحته یقول: تبدأ هذه السلسلة من الأفکار، و تصل إلى العلم و التقنیة، و تنتهی إلى الإنتاج و السوق، لذلک لا یکفی مجرد الوصول إلى التقنیة المحضة، إنما یجب استکمال هذه السلسلة إلى النهایة. و تطرق قائد الثورة الإسلامیة فی جانب آخر من حدیثه إلى موضوع السیاسة الخارجیة مؤکداً: على هذا الصعید إذا جرى فهم و تطبیق المبادئ الثلاثة: العزة و الحکمة و المصلحة بنحو صحیح، فإن السیاسة الخارجیة ستکون فی المستوى اللائق بنظام الجمهوریة الإسلامیة. و أشار آیة الله العظمى السید الخامنئی إلى الظروف الحساسة و المأزومة فی المنطقة قائلاً: إننا لا نرغب أبداً بالتدخل فی الشؤون الداخلیة لمصر، لکننا لا نستطیع غض أنظارنا عن المذابح التی ترتکب ضد الشعب المصری. و أکد سماحته قائلاً: إننا ندین قتل أبناء الشعب المصری و الذین لم یکونوا مسلحین. و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: أیّاً کان فاعل هذه المذابح فإنه مُدان من وجهة نظر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة. و استطرد الإمام الخامنئی یقول: یجب تحاشی الحرب الداخلیة فی مصر بکل إصرار، لأن الحرب الداخلیة فی مصر ستکون فاجعة على العالم الإسلامی و المنطقة. و شدّد سماحته على ضرورة العودة للدیمقراطیة و أصوات الشعب فی مصر، ملفتاً: بعد سنوات من الحکم الاستبدادی أقام الشعب المصری بفضل الصحوة الإسلامیة انتخابات نزیهة، و سیاق الدیمقراطیة هذا مما لا یتوقف. و بخصوص التطورات فی سوریة، اعتبر قائد الثورة الإسلامیة التهدیدات و التدخلات الأمریکیة فاجعة للمنطقة مؤکداً: إذا حصلت مثل هذه الخطوة فإن الأمریکان سیتضررون بلا شک کما تضرروا من تدخلهم فی العراق و أفغانستان. و استطرد آیة الله العظمى السید الخامنئی: تدخل القوى الأجنبیة و من خارج المنطقة فی بلد، لن تکون له من ثمار سوى تأجیج النیران و زیادة کراهیة الشعوب لهم. و أکد قائلاً: تأجیج النیران هذا سیکون بمثابة شرارة فی مخزن بارود و لن تکون أبعاده و تبعاته معلومة. و تحدث فی هذا اللقاء أیضاً رئیس الجمهوریة حجة الإسلام و المسلمین الشیخ روحانی فحیّى أسبوع الحکومة و ذکرى الشهیدین رجائی و باهنر، و استعرض التوجهات الداخلیة و الخارجیة للحکومة الحادیة عشرة و الظروف الراهنة للبلاد و المنطقة و الساحة الدولیة. |